تعلّم التصوير الفوتوغرافي: تقنيات تصوير الأطفال

النصيحة: انزل إلى مستوى الأطفال وصور ما يمكن أن يروه بعيونهم.

لتحصل على أفضل لقطة للشيء الذي تصوره، احرص على التقاط الصورة من مستواه، وإذا كان الحديث عن الأطفال فهذا يعني أن عليك أن تنزل قليلاً للأسفل كأن تجثو على ركبتيك أو تنحني لتصوير الأولاد بعمر المدرسة أو الجالسين على الأريكة مثلاً، أو حتى أن تنخفض إلى مستوى الأرض لتصوير الرضع والحيوانات المنزلية الأليفة.

طبعاً ليست هذه بالقاعدة التي يحرم اختراقها، ولكن عندما تريد ألا تلتزم بها فالأفضل أن يكون ذلك لغاية في نفسك وليس بدون سبب. من الأمثلة على ذلك تصوير الأطفال ذوي العيون الصغيرة نسبياً، حيث أن تصويرهم من مستوى أعلى بقليل من المعتاد سيجبرهم على فتح أعينهم بشكل أكبر عندما ينظرون تجاهك وهذا سيجعل عيونهم تبدو أكبر وأجمل حيث أنه لا يوجد أجمل من عيون الأطفال.

لا شك أن الأطفال يحظون بنصيب الأسد من الصور في كل بيت، وهم على الدوام النجوم الذين تطاردهم عدسات الآباء المحبة. وعلى الرغم من عدم وجود إحصائيات دقيقة فمما لا شك فيه أن هناك المليارات من صور الأطفال، خاصة الرضع وحديثي الولادة. فالأهل عادة يحاولون تسجيل أي شيء يقوم به طفلهم المدلل، خطواته الأولى، قصة شعره الأولى، محاولته الأولى لركوب الدراجة، المسرحية التي يشارك فيها بالمدرسة، الحفلة الراقصة في نهاية الثانوية، والقائمة تطول ولا تنتهي، فهل هناك لحظة من حياة الابن لا يتوق الأهل لتسجيلها والاحتفاظ بها إلى الأبد قبل أن تمر وتنقضي؟

الخطأ الأكثر شيوعاً والذي يقوم به الآباء وغيرهم عندما يلتقطون الصور للأطفال، هو بلا شك محاولتهم التحكم بالموقف وتوجيه الأطفال إلى ما يجب عليهم فعله. فسحر الطفولة لا يأتي من شيء بقدر ما ينبع من عفويتها وبساطتها الشديدة. وهنا سنذكر بعض الخطوط العامة التي يفضل اتباعها للحصول على صور تنبض بالحياة:

• لا تطلب أبدا من الطفل أن يبتسم، بل افعل أو قل شيئاً مضحكاً يدفعه للابتسام. مارلين شولين (مؤلفة كتاب تقنيات الاستوديو لتصوير الأطفال والرضع) تقترح التالي: “مع الأطفال الصغار في سني الطفولة الأولى يمكنك أن تجرب إخفاء شيء محبب بالنسبة لهم وراء ظهرك وعندما تصبح جاهزاً لالتقاط الصورة أظهره لهم واقتنص الفرصة مباشرة لالتقاط تعابيرهم.”

• عندما يكون وجه الطفل ممرغاً بالشوكولاته مثلاً، لا تحاول تنظيفه بل اتركه يظهر بمنتهى العفوية، فهذه الصورة تحمل الكثير من المعاني الدافئة والمرحة، والتي تزداد قيمة مع مرور السنين خاصة بعد أن يكبر ويصبح شاباً ناضجاً.

• لا تطلب من الأطفال أخذ وضعية معينة، إذا حاولت إرغامهم على وضعية أو موقف يخلو من الطبيعية والعفوية ستبدو الصورة جافة ولن تعبر بكل تأكيد عن شخصيتهم الحقيقية. على أي حال لا داعي للقلق، فالأطفال هم نجوم تصوير بالفطرة وليس هناك من هو أمهر منهم في اتخاذ وضعيات جميلة وطريفة ومليئة بالحياة، وحتى عندما لا يعرفون كيف يحسنون الوقوف فإن الصورة عندها هي أصدق تعبير عن سذاجتهم المحببة.

• لتحصل على مزيد من التعاون من الطفل فيما يخص التقاط صورة له، يمكن أن تجرب شيئاً مثل السماح له بالتقاط صورة لك أولاً أو لحيواناته المدللة أو لألعابه، لا تخف على الكاميرا بين يديه فهو لن يوقعها، ولا تستهن بعفوية الأطفال فقد تكون بعض الصور التي يلتقطونها جيدة. حتى أعمار 4-5 سنوات لا تعتبر أعماراً صغيرة أو باكرة للبدء باستخدام الكاميرا والتقاط الصور.

• كن مستعداً لالتقاط الصور بلمحة بصر، حيث أنك لا تعرف متى يكون الموقف ملائماً لأخذ الصورة لذا حافظ على كاميرتك جاهزة من حيث الإعدادات والبطارية والمساحة الحرة على قرص التخزين.

• في بعض الأحيان تكون الأحداث الصامتة أيضاً ملائمة لالتقاط الصور الجميلة، أثناء محاولة الطفل لارتداء حذائه مثلاً، أو عندما يتذوق طعماً جديداً للآيس كريم لأول مرة، أو حتى عندما يكون نائماً، فإن التعابير على وجهه توحي بصور لا تقدر بثمن، ولكن كن مصوراً هادئاً وصبوراً وغير مزعج وستحصل على مثل هذه اللقطات الثمينة.

• إذا كان الطفل لا يعرفك، فعليك أن تكسب ثقته وتجعله يرتاح إليك. يبدأ ذلك بمحاولتك قراءة شخصيته ثم السماح له بالتصرف على راحته أو حتى مشاركته اللعب. بعض الأطفال يكونون أكثر راحة في أحضان آبائهم وأمهاتهم، وربما تستطيع الحصول على صور رائعة لهم في هذه الوضعية . تنصح مارلين شولين قائلة: “لا تحاول فرض نفسك على الأطفال، لا تجبرهم على تصنع أشياء لا يريدونها، ولا تعاملهم بقسوة أو بجفاء. ومع الأطفال الخجولين، كلما كنت أكثر هدوءاً كلما تعاملوا معك بإيجابية أكبر واستطعت الحصول على مبتغاك بشكل أفضل”.

• الكثير من الأطفال يستجيبون بشكل إيجابي للدعابة المباشرة، وإذا كنت قادراً على القيام بهذه الدعابات من وراء الكاميرا (أي كنت جاهزاً لالتقاط الصور “على الطائر” كما يقولون) فإن الأطفال نادراً ما يظهرون تحفظاً يمنعهم من التصرف بعفوية أمام عدستك وحتى النظر إليها، وبالتالي سيعطونك الفرصة لتحظى بلقطات رائعة .

• لكي تحصل على أفضل الصور يجب أن تكون في قمة الاندماج في الموقف وتعيش اللحظة مع الأطفال بكامل المتعة والتلقائية. إذا كنت متوتراً أو سيطر عليك القلق والتحفز لالتقاط الصور ربما ستهرب اللقطات منك وربما ستوتر الطفل أيضاً، ولكن إذا كنت منسجماً وعفوياً، فستحصل على صور منسجمة وعفوية. على أي حال إذا لم تكن الصورة التي التقطتها ناجحة يمكنك مسحها والمحاولة مجدداً ببساطة ولكن الزمن الجميل واللحظات الممتعة التي تقضيها مع الأولاد هي ما لا يمكن تعويضه.

اضف تعليق

تعليقات الفيسبوك