ماذا تعرف عن الانترنت السطحي والعميق والمظلم؟ وما هو الفرق بينهم؟

ماذا تعلم عن الإنترنت العميق والإنترنت المظلم مكان تجمع المخترقين والخارجين عن القانون

هل تعتقد ان الإنترنت الذي يقدمه لنا جوجل هو الإنترنت الفعلي، او الإنترنت بكامل هيئته؟ بالطبع لا هذا يمثل 3 % على حسب بعض التقارير، أما باقى النسبة فإنها تمثل الإنترنت العميق او الإنترنت الخفى او الويب المظلم على حسب مرتاديه. فهو مخفي عن أعين العامة وهو مكان مخيف ملئ بالأشخاص الخارجين عن القانون ومجتمع المخترقين لما يوجد به كل ما يمكن ان يوجد من أشياء غير أخلاقية تعمل في الخفاء بعيدا عن أعين القانون. ولتتعرف عما هو هذا الإنترنت المظلم معقل المخترقين والقتلة وتجار المخدرات يجب ان تعلم ان ما سوف تكتشفه في هذا المقال سوف يذهل عقلك ان كنت لا تعلم عن هذا المجتمع شيئا. وقبل ان نبدأ سوف نقارن لك مقارنة بسيطة بين الإنترنت السطحي والإنترنت العميق والإنترنت المظلم.

الإنترنت السطحي: هو جميع المواقع التي تستطيع ان تصل لها عن طريق أدوات ومواقع البحث والتي تتواجد عليها جميع المواقع الاجتماعية والبحثية وغيرها.

الإنترنت العميق: وهي المواقع التي لا يستطيع ان يصل اليها المواقع البحثية مثل مواقع الحكومات التي يتعامل عليها الموظفون مع بعضهم البعض ومواقع ممثلين القانون وقاعدة بيانات الدول والبنوك وما إلى ذلك من مواقع لا تخص المستخدم العادي.

الإنترنت المظلم: هو جزء من الإنترنت مخفي عن الأعين لأسباب سوف نتطرق اليها بعد ذلك ولا يمكن الوصول اليه عن طريق الأدوات والمواقع البحثية، وهو مخصص لفئة من الأشخاص الخارجين عن القانون أو الذين لا يريدون لأحد ان يعرف نشاطاتهم على الانترنت.

في البداية ما هو الإنترنت المظلم؟
يصف الأشخاص المختصون بالشبكة المعلوماتية، ما تقوم به محركات البحث، بالاصطياد في البحر عبر الشباك، الكثير من المعلومات تقع في الشباك كما نظن، لكن ثمة عالم كامل، معقد وفسيح في أعماق هذا البحر المعلوماتي المسمى بشبكة الإنترنت.

يعود السبب في ذلك إلى ان شبكة الإنترنت، تنقسم إلى طبقات متباينة من حيث إمكانية الوصول إليها: هناك السطح وهو ما نعرفه عنها والذي تستطيع محركات البحث “التقليدية” الوصول إليه. الطبقة الثانية وهي الطبقة البينية بين سطح الشبكة وعميقها. هذه الطبقة غالبًا لا تحتوي على ما يثير الشكوك، كل ما في الأمر أن الموقع في هذه الطبقة من شبكة الإنترنت يستخدم الآي بي (IP) بدون اسم نطاق له، ما يصعب الوصول إليه، فإما أن تجرب عددا لا نهائيا من عناوين الآي بي، أو أن تستطيع الوصول إلى عنوان الآي بي المحدد. أما الطبقة الثالثة، والتي نحن نتحدث عنها، هي طبقة الإنترنت الأكثر عمقًا وإثارة للخوف في نفس الوقت، والتي تعرف باسم الإنترنت المظلم او الإنترنت العميق. ولكن للدقة تجدر بنا الإشارة إلى ان شبكة الإنترنت المظلمة هي جزء من العميقة وليست مرادفًا لها بالتمام.

وللحديث عن شبكة الأنترنت العميقة:
يجدر بنا القول إنها عميقة إلى الحد الذي تؤكد فيه دراسات متفائلة أن 16% فقط هي نسبة ما نستطيع الوصول إليه على الإنترنت أما بعض الدراسات الأخرى تشير إلى أن النسبة لا تتجاوز 4% والبعض الأكثر تشاؤمًا يقول إنها 1% فقط كذلك أوضحت بعض الدراسات أن أي عملية بحث لا تكشف سوى عما نسبته 0.03% فقط من المعلومات على شبكة الإنترنت، والباقي يقبع في الأعماق التي لا تستطيع محركات البحث بما فيها جوجل الوصول إلى بياناتها، ومن ثم أرشفتها وفهرستها، لتقدم إليك حين تبحث عنها. وبالنسبة لمساحة الشبكة العميقة، فبعض التقديرات تقول إنها أكبر بنحو 550 مرة من شبكة الإنترنت التي نتعامل معها.

ولنفهم كيف تعمل شبكة الإنترنت يجب ان نعلم ان:
الإنترنت شبكة ضخمة تجمع بين عدد من ملايين الشبكات الصغيرة، عن طريق الحواسيب الآلية، ما يتيح تبادل المعلومات وكافة أشكال البيانات بين تلك الشبكات الصغيرة، عبر فضاء الإنترنت الجامع بينهما. وبنية الإنترنت التي توصل بين الشبكات الصغيرة، تقوم على ما يعرف بالبروتوكولات، التي تنظم كيفية عمل الشبكة. وفيما يخص شبكة الإنترنت العميقة، فإنها تتكون من مجموعة حواسيب آلية، مرتبطة بالشبكة، لكنها لا تستخدم البروتوكولات المعروفة، ما يصعب الوصول إليها، كما إنها لا تستخدم امتدادات النطاقات المعهودة مثل دوت كوم (.com) أو دوت نت (.net) أو دوت أورج (.org)، امتدادات النطاقات هذه مفتوحة، وتسهل على محركات البحث الوصول إليها عبر برامجها الخاصة، ثم أرشفتها وفهرستها، وتقديمها لك. لكن الإنترنت العميقة تستخدم نطاقات أخرى، منها على سبيل المثال دوت أونيون (. onion) ودوت بيت (. bit) ، وهي امتدادات نطاقات مغلقة، وللوصول إليها لابد أن يقدر محرك البحث إلى استخدام تقنيات أخرى، استطاعت بعض محركات البحث المختصة بالإنترنت العميقة، استخدامها، للوصول إلى هذا الجانب الخفي من الشبكة، فضلًا عن ان المتصفحات التقليدية مثل جوجل كروم أو فاير فوكس أو إكسبلورر، لن تساعدك كثيرًا إن استخدمتها للوصول إلى هذا العمق من الشبكة، غالبًا ما ستحتاج إلى متصفح آخر، ومحرك بحث آخر.

ماذا يوجد في أعماق الإنترنت؟
يتم اللجوء إلى شبكة الإنترنت العميقة، لتداول البيانات بعيدًا عن أعين الرقابة بكل مستوياتها، فمثلًا تعمد وكالات الاستخبارات، وبعض الجيوش إلى وضع بيانات لها على شبكة الإنترنت العميقة تسهل لها التعاون والتشارك مع نظيراتها، كذلك يحتوي هذا الجانب على كم مهول من المعرفة “السرية”، التي يلجأ الذين نشروها، إلى هذا العمق من الشبكة هربًا من رقابة السلطات. من بين من اعتمد على شبكة الإنترنت العميقة موقع ويكي ليكس لتسريب المعلومات، الذي استطاعت عبر نفس الشبكة اختراق أنظمة شبكية والاستيلاء على بيانات، من ثمّ تسريبها.

في المقابل، تشهد شبكة الإنترنت العميقة رواجًا كبيرًا للأنشطة غير المشروعة، التي استطاعت تحقيق أرباح مليونيه، وربما ملياريه عبر هذه الشبكة. وتتعدد وتتنوع هذه الأنشطة، فهناك الاتجار في البشر، والمخدرات والسلاح، وتجارة الدعارة المختلفة، بما فيها جنس الأطفال القُصّر، فضلًا عن القتلة المأجورين وشبكات القتل بالأجرة النشطة على هذه الشبكة، وصولًا إلى مروجي الممنوعات من الكتب والقصص والروايات وشرائط الفيديو، وغير ذلك.

بعض التفاصيل عن الأنشطة غير المشروعة على الشبكة العميقة والشبكة المظلمة؟
كما ذكرنا، فإن المحتوى على شبكة الإنترنت العميقة متنوع ومختلف، والأنشطة غير المشروعة متعددة، وهي التي تمثل الجزء الذي يسمى بـ الشبكة المظلمة. ونعرض لكم بعض هذه الأنشطة، بشيء من التفصيل..

الاتجار في البشر
وتتعدد مجالاته، ما بين الاتجار في الفتيات المختطفات، وهي ممارسة واسعة النشاط، متورطة فيها أكبر شبكات المافيا العالمية، وهناك أيضًا الاتجار في الأطفال، وغالبًا ما يتركز هذا النشاط في جنس الأطفال، وتختلف طرق الترويج له، فبعض الإحصاءات، تشير إلى وجود نحو 42 ألف موقع على الشبكة العميقة، تروج لمحتويات جنسية تتعلق بالأطفال جزء آخر من الاتجار في البشر، مرتبط بالاتجار تحديدًا في الأعضاء البشرية، بدايةً من ألفي دولار وحتى 200 ألف دولار وما فوق لأعضاء كالقلب والكلى وغير ذلك

القتل والتعذيب والاغتصاب عبر الويب كام
مجرمين لا أحد يعلم من اي دولة. يعلنون انهم مستعدين لقتل او سلخ او حتى تقطيع او تشريح اجساد أناس أحياء ومستعدين لفعل ذلك مقابل مبالغ كبيرة من المال. والضحايا بالغالب هم فتيات مراهقات مخطوفات. انت فقط اطلب ما تريد منهم وسيفعلونه . كل شيء حقيقي هنا اشبه بفيلم The Hostel . ولكن هنا لا تمثيل ولا خدع سينمائية. ويعتقد هنا ان المافيا او منظمات أجرامية تقف خلفها لأنه حتى الآن لم يتم التوصل إلى الفاعلين.

بيع الأسلحة
كافة انواع المسدسات والرشاشات وحتى القنابل او المواد المستخدمة في تصنيعها حتى من مواد كيكيائية وغيرها

منشورات و كتب ممنوعة
تختص اغلبها بالمحتوى ذو الطابع العنصري او التعليمي ككيفية صناعة المخدرات او زراعة الحشيش أو حتى كتب تعلمك كيفية الانتحار المضمون

مواد وادوات ممنوعة
على سبيل المثال أدوات وأجهزة اختراق الخزنات المصرفية او تخريب أجهزة الانذار وأجهزة التجسس والتي كانت تستخدمها المخابرات الأمريكية او الالمانية او الروسية. أدوات تعذيب البشر والسادية.

تجارة المخدرات
أكثر أنواع التجارة تحقيقًا للأرباح عبر شبكة الإنترنت العميقة، حرفيًا أرباحها ملياريه، ومن بين أشهر المواقع التي كانت تعمل في هذا النشاط، موقع “طريق الحرير” (Silk Road) الذي استطاع تحقيق أرباح، تقدر ببليون دولار، قبل أن تصل إليه السلطات الأمريكية وتغلقه في 2013.

تجارة العملات والأوراق المزيفة
على الشبكة العميقة، يمكن لأي شخص استخراج أي ورق مزيف يحتاج إليه: جنسيات، جوازات سفر، هويات مواطنة، رخص قيادة. بعض التقارير الأجنبية، تقول إن ثمن رخصة القيادة الأمريكية المزورة، على مواقع الشبكة المختصة، تبدأ من 200 دولار فقط. بالإضافة إلى ذلك، تنشط تجارة الأموال المزيفة، فمثلًا بمبلغ مالي معين يمكنك شراء نقود مزيفة بأكثر من ضعف المبلغ، فإذا دفعت 600 دولار يمكنك الحصول على نحو ألفي دولار مزيفة باحترافية شديدة ولكن، كيف يمكن لهذه الأنشطة الاستمرار دون مراقبة، إذا كانت قائمة على التحويلات المالية المراقبة بضرورة الحال.

كيف يتم التعامل النقدي في الشبكة العميقة؟

السر يكمن في “بِتكوين Bitcoin”، وهي عملة إلكترونية معترف بها بين مستخدميها الذين يزيد عددهم بشكل مضطرد بمرور الوقت، بحيث يمكن استبدالها بأي عملة نقدية عالمية.

البِتكوين هي عملة مشفرة، تعمل وفقًا لمنظومة أرقام خاصة، تعمد على تشفير البيانات المالية للمستخدمين، بحيث يتم التحويل المادي عبرها دون المرور على أي آلية من آليات الرقابة المالية المعروفة التقليدية، معتمدةً في عملها على مبدأ يعرف باسم Peer to peer أو “من نظير إلى نظير”، بمعنى أن تتم العملية مباشرة بين شخصين، دون وجود وسيط ثالث بينهما.

والآن تتجه العديد من الشركات العالمية، ومواقع الخدمات الكبرى إلى اعتماد البتكوين كعملة مدفوعة مقابل الخدمات التي تقدمها الشركة أو يقدمها الموقع. هذا، وبلغ سعر العملة الإلكترونية نحو 400 دولار أمريكي، مع توقعات بصعوده لأكثر من ذلك، بخاصة وأن أعداد المستخدمين لها تزداد بصورة مهولة، فضلًا عن اتجاه حكومات إلى الاعتراف بها، كمثل ألمانيا، التي تعترف بها عملة متداولة، بل تفرض على استخداماتها التجارية ضرائب، وفي بعض الأماكن، وضعت آلات صرافة للبتكوين، بمعنى انك من خلال رصيدك للبتكوين على شبكة الإنترنت، تصرف عملة نقدية أخرى (الدولار مثلًا) وفقًا للسعر المتعارف عليه، والذي لا يحدده أحد، إنما يتحدد بصورة آلية، لان العملة غير مركزية، أي لا تخضع لجهة مركزية (كالبنوك المركزية) للتحكم فيها وفي سعر صرفها.

كيف يمكن الوصول إلى هذا العمق من الإنترنت؟

في البداية لابد أن تعلم جيدًا أن متصفحات الإنترنت التقليدية لن تجدي نفعًا. المتصفح الوحيد الأشهر، الذي سيوصلك إلى هذا العالم المخفي من الإنترنت هو متصفح “تور” (Tor). وعمومًا فهذا المتصفح الذي لا يكشف عن هوية مستخدميه على الإنترنت، مفيد لحالات أخرى غير الأنشطة اللامشروعة التي سبق وذكرناها، إذ يعمد إليه الصحافيون للبحث عن بعض القضايا الشائكة، أو صحافيو المناطق التي لا تتمتع بالحريات الكافية، وتفرض رقابة مشددة على الإنترنت.

عبر متصفح تور، توجد العديد من محركات البحث المتخصصة، التي ستساعدك على التنقيب وصولًا إلى أعماق الإنترنت، لتضع يدك على ما خفي منه.

اضف تعليق

تعليقات الفيسبوك